ارتفع اقبال اللبنانيين على حيازة جواز سفر ثان بنسبة 27% في العام 2017. وفيما شكل اللبنانيون المقيمون في لبنان نسبة 34% من إجمالي الطلبات المقدمة، إستأثر المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي بالحصة الأكبر من حجم الطلب الكلّي بواقع 66%.
وتشكّل الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تمر فيها دول المشرق العربي العامل الأبرز الذي يتصدر قائمة الدوافع الرئيسية الكامنة وراء هذا النمو في حجم الطلب. ولاحظت شركة “سيتيزنشب إنفست” المتخصصة في برامج الحصول على الجنسية بأسرع طريقة من خلال استخراج جواز سفر ثان قانوني، أن “غالبية المواطنين اللبنانيين يسعون إلى اكتساب جنسية ثانية لمساعدتهم في التخلص من الصعوبات التي تعترضهم أثناء استخراج تأشيرات السفر، وكذلك في الحصول على الموافقة على تأشيرات الإقامة، بالإضافة إلى تخطي القيود والمعوقات التي تقف في طريق نموهم المهني”. وتشير بيانات إحصائية أخرى بأن اللبنانيين المتقدمين بطلبات الحصول على جنسية ثانية هم في الغالب من العائلات اللبنانية التي تشكل نسبة 75% من إجمالي الطلب مقابل 25% من المتقدمين الأفراد.
وأشار التقرير الى إن دولاً مثل سانت كيتس ونيفيس، التي سجلت نمواً في إجمالي حجم الطلب بنسبة 32%، وكومنولث دومينيكا، التي شهدت ارتفاعاً بواقع 21%، تأتي على قائمة الجنسيات الأكثر تفضيلاً ضمن برامج الجنسية عن طريق الاستثمار في أوساط المواطنين اللبنانيين. ومن جهة ثانية، ارتفع الطلب الإجمالي على برامج الجنسية السريعة لإحدى الدول الأوروبية مثل قبرص بنسبة 10%. وتبيّن أن نحو من 93% من اللبنانيين الراغبين باكتساب جنسية ثانية يفضلون الحصول على جواز سفر ثان عن طريق خيار المساهمة المالية لصالح الصناديق الحكومية، في حين اختار 7% منهم الاستثمار العقاري. وهذا الاختلاف ناشئ عن حقيقة مفادها أن خيار الاستثمار العقاري قد يبدو في البداية أعلى كلفة، إلا أنه من الممكن بيع العقار بعد فترة من الزمن وبالتالي استرجاع الأموال المستثمرة”.
وعزت الرئيس التنفيذي لشركة سيتيزنشب إنفست فيرونيكا كوتديمي السبب الرئيسي وراء تنامي هذا الطلب إلى حال عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي تمرّ فيها منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا دول المشرق العربي”. وقالت “نقدم المشورة بهذا الخصوص إلى شريحة أوسع من مقدمي طلبات الحصول على جنسية ثانية من اللبنانيين الذين يتخذون هذه الخطوة بدافع حاجتهم الملحة إلى التنقل بين الدول من دون تأشيرة، والشعور بالأمان والطمأنينة لتمكّنهم من استخراج أو تجديد تأشيرات الإقامة في حال كانوا يقيمون خارج الدولة اللبنانية، وأخيراً الرغبة في تأمين بيئة آمنة ومستقرة لعائلاتهم وأعمالهم عموماً”.
ويحتل جواز السفر اللبناني حالياً المرتبة 86 عالمياً، أقل بمرتبة واحدة على جوازات سفر كوريا الشمالية وجنوب السودان، ويبلغ عدد الدول التي يسمح لحاملي جواز السفر اللبناني السفر إليها من دون تأشيرة 39 دولة، مما يجعله واحداً من ضمن قائمة جوازات السفر الأقل قوة وحضوراً. وفي ظل الوضع السياسي والاقتصادي الراهن في لبنان، تتوقع كوتديمي استمرار نمو الطلب على برامج الجنسية الثانية خلال 2018″.
ويتيح الحصول على جواز سفر أوروبي أو جواز سفر دول الكاريبي، مثل قبرص ودومينيكا وغرانادا وسانت كيتس ونيفيس وأنتيغوا وسانت لوسيا، للأفراد الأثرياء منافع وامتيازات لاحصر لها من حيث توفير بيئة آمنة لعائلاتهم وشركاتهم، فضلاً عن منحهم حرية التنقل بين البلدان، وهي مزايا لم يكن بوسعهم أن يحظوا بها بموجب جوازات سفرهم الأصلية التي بحوزتهم.
هناك طريقتان يمكن اتباعهما للحصول على جنسية ثانية عن طريق الاستثمار، وهما إما من خلال تقديم مساهمة مالية لصالح الصناديق الحكومية أو عن طريق الاستثمار العقاري. تبلغ التكلفة الأولية لبرامج الجنسية هذه 100,000 دولار أميركي، وتتيح هذه الجوازات لحامليها إمكان السفر من دون تأشيرة إلى أكثر من 120 دولة، بما فيها المملكة المتحدة ودول شينغن. أما الحصول على الجنسية الأوروبية فيتطلب قدراً أكبر من الاستثمار، فعلى سبيل المثال، من الممكن الحصول على جواز سفر لإحدى دول الاتحاد الأوروبي في غضون 6 أشهر فقط عن طريق القيام باستثمار عقاري في قبرص بمليوني أورو، على أن يتم الاحتفاظ بالعقار لمدة 3 سنوات، وسيكون من الممكن بيعه بعد انقضاء تلك المدة. كما سيكون بإمكان أفراد الأسرة المباشرين لهؤلاء المتقدمين أن يصبحوا من المواطنين الأوروبيين الذي سيسمح لهم بالعيش والعمل والدراسة في أي من دول الاتحاد الأوروبي. ويمكن أيضا توريث الجنسية للأحفاد والأجيال القادمة من بعدهم.